من أهم التجارب التي يمر منها الإنسان هي تجربة الحب، ذلك الشعور العجيب الذي نحس به و ندركه يجعلنا مرتبطين بالشخص الآخر. معظم الحضارات عبر التاريخ أظهرت آثارها عن تعبيرهم و تجربتهم للحب. فهل يمكن اعتباره شعورا بشرياً فقط ؟ أم أن الحيوانات أيضا تشعر بالحب ؟
من الناحية الفيزيولوجية فالحيوانات قادرة على تجربة الشعور بالحب. فالكلاب عندما تتفاعل مع أصحابها ترتفع عندها نسبة هرمون الأوكسيتوسين، و هو هرمون يعمق الشعور بالارتباط، فعند البشر يحفز الرابطة بين الأم والرضيع.
أما بالنسبة لفئران البراري فبعد التزاوج يتم إفراز هرمون الدوبامين مما يحفزها على البقاء مجتمعة مع بعضها. و من المعروف أن الدوبامين يساهم في التحكم في المتعة والتحفيز.
من الناحية السلوكية، يُلاحظ أن الحيوانات تظهر أشكال تعبيرية عجيبة عن الحزن والرعاية والتعاطف تجاه بعضها البعض و اتجاه رفقائهم من البشر.
فهل الحيوانات واعية بشعورها بالحب ؟
يجيبنا على هذا التساؤل عالم البيئة المهتم بعلاقة الإنسان بالعالم الطبيعي، كارل سافينا Carl Safina، في كتابه :
ما وراء الكلمات: بماذا تفكر الحيوانات و كيف تشعر
Beyond Words: How Animals Think and Feel
حيث أثار العديد من الأسئلة المتعلقة بشعور الحيوانات بالتعاطف و كذا إدراكها و وعيها بالأشياء. يشير في كتابه أن الحيوانات لديها القدرة على التفكير و التعاطف والتواصل الاجتماعي، ففي كثير من الحالات تدرك الحيوانات من هي بالفعل. فهم يعرفون من هم أصدقاؤهم ومن ليسوا كذلك، و لديهم الطموح و التنافس للحصول على مكانة أكبر. إن حياتهم تعني لهم مثل حياتنا نحن البشر فكلانا يحاول البقاء على قيد الحياة، والحصول على الطعام والمأوى.
يذكر كارل أن الوعي لا يقتصر على الإنسان فقط، فحينما يمر الشخص بتجربة عقلية، فهو في هذه الحالة واعي. فهل تمتلك الحيوانات تجربة عقلية تجعلها واعية بشعورها أم أنها تشعر بالأشياء دون إدراكها بهذا الشعور الذي تختبره ؟
كلنا نلاحظ أن الحيوانات تتفاعل مع الحركة كالقتال و الهروب و الفضول و تستجيب أيضا لمحيطها فهم يلعبون و يخافون عند الخطر و يشعرون بالراحة عند الأمان. و لهذا فمن غير المعقول أن نعتقد أنها غير واعية للعب أو النوم أو الخوف أو الحب. إضافة إلى ذلك فالتعاطف أيضا سمة أخرى تشترك فيها الحيوانات والبشر إذ أن العديد من الحيوانات تعبر عن التعاطف مع بعضها البعض.
أخيرا، فإذا كان بإمكان الحيوانات التحدث، فحتما سيعبرون عن حبهم تماما كما نفعل نحن البشر.
إعداد : رشيد هروس
المصادر :
اقرأ أيضا :
