أولا، ما هو الاحتراق!  ما نسميه بالاحتراق هو في الحقيقية تفاعل كيميائي بين متفاعلين حيث يعطينا نواتج أخرى مختلفة تماما عن المتفاعلات الأولى ولكن هذه النواتج هي مركبات كيميائية جديدة تتكون من نفس ذرات المتفاعلات كماً وعدداً إلا أنها يعاد ترتيبها وتركيبها بطريقة مختلفة.

 أثناء التفاعل بين الكربون وثنائي الأكسجين نلاحظ بالعين المجردة ضوءً ونستشعر موجة حرٍ تنبعث فنسمي هذا التفاعل بتفاعل الاحتراق. وهذا الضوء المنبعث من التفاعل وتلك الحرارة نسميها عادة نار وهذه النار ماهي في الحقيقة إلا طاقة محررة خلال ارتباط ثنائي الأكسجين بالكربون يعني طاقة ناتجة عن الترابط بين الذرات ، لا يمكن لهذ التفاعل أن يبدأ عشوائيا لأن قوى التنافر بين الأكسجين والكربون قوية ، و لتحفيز هذا التفاعل والقضاء على هذه القوى التنافرية يجب في الأول إعطاء هذه المتفاعلات طاقة حرارية وعندما يبدأ هذا التفاعل (الاحتراق) تعمل الطاقة المحررة عند البداية ذاتيا على تحفيز ذرات ثنائي الأكسجين الأخرى للارتباط مع الكربون ومن تم يبدأ تسلسل الترابط بفضل الطاقة المحررة و يتم أثناء هذا الاحتراق ارتباط ذرات الكربون مع ثنائي الاكسجين لينتج عنه ثنائي اكسيد الكربون زائد طاقة حرارية وضوء. يمكن كذلك أن يتم تفاعل ثنائي الهيدروجين مع الأكسجين بنفس الطريقة حيث يتم إنتاج الماء خلال هذا التفاعل زائد طاقة حرارية وضوء.

 لكن في حالة الماء فذرات الأكسجين والهيدروجين مرتبطين أصلا مع بعضهم البعض، فكيف إذا سنحصل على هذه الطاقة! فالطاقة تتحرر عند الترابط بين ثنائي الهيدروجين والأكسجين وليس العكس، مما يعني أن الاحتراق او الطاقة الحرارية تحدث في حالة الترابط وعند التحفيز بواسطة الحرارة تبدأ سلسلة الترابط كما ذكرنا سلفا. إذن النار هي طاقة محررة خلال تفاعل ارتباط الذرات وليس تفكيكها، أما لتحرير ذرات الهيدروجين من ذرات الاكسيجين في جزيئة الماء فيجب إعطاؤه طاقة وليس العكس.

كخلاصة النار التي يخلفها الاحتراق ماهي إلا طاقة ناتجة عن التفاعلات الكيميائية بين الأنواع الكيميائية، أي بعبارة أخرى مجرد إعادة ترتيب لروابط الجزيئات المكونة للأنواع الكيميائية بطريقة أخرى مما ينتج عنه اختفاء أنواع كيميائية وظهور أنواع أخرى وهذه الطاقة مجرد موجات كهرومغناطيسية منها الضوء المرئي والذي يدخل في مجال رؤية الإنسان والذي نستطيع رؤيته أثناء الاحتراق ومنها ما هو غير مرئي اي موجات كهرومغناطيسية تحت الحمراء.

تحرير: شعيب المستعين

مصدر الصورة المرفقة للمقال مع التعديل :
Designed by Inventsolutions / Freepik