هل الألوان لها وجود حقيقي في الطبيعة أم هي مجرد وهم يخدعنا به دماغنا ؟

هل الألوان لها وجود حقيقي في الطبيعة أم هي مجرد وهم يخدعنا به دماغنا ويجعلنا نعتقد أن الألوان لها وجود فعلي في الطبيعة ؟

حسناً دعنا نفكر قليلاً لكي نعرف هل بإمكاننا التعرف على ماهية الألوان ، تخيل أنك في جزيرة معزولة لا يوجد بها شيء أحمر ومعك شخص يمكنه رؤية اللون الأحمر وسبق أن رآه ولكن لم يسبق لأحد أن قال له أن هذا اللون يسمى باللون الأحمر هو يرى ذلك اللون بعينيه ولكن لا يعرف إسمه ، ثم قلت له أن في عيد الحب يقدم الحبيب الى حبيبته قلب أحمر تعبيرا عن الحب بينهما ، ثم سألك ما معنى اللون الأحمر وكيف يبدوا هذا اللون … هل سوف يكون بمقدورك أن تشرح له معنى اللون الأحمر وهل سوف تستطيع أن توصل له أن اللون الأحمر هو ذلك اللون الذي سبق أن رأه ولم يكن يعرف إسمه ؟

بطبيعة الحال لن تستطيع لأن الألوان لها علاقة بالإحساس و الإدراك فقط ، وإذا لم يكن قد قال له أحد ما من قبل أن هذا اللون يسمى بالأحمر لن يعرفه أبداً .

كما نعلم أنه لكي نرى الأشياء في الطبيعة لابد من وجود الضوء ، لأن بفضل إنعكاسه نحو أعيننا بعد أن يسقط على هذه الأشياء نستطيع الرؤية ، فالضوء يتصرف كالوسيط الذي ينقل المعلومات من المحيط الذي توجد فيه الأشياء نحو أعيننا ، فترسل العين بدورها هذه المعلومات مباشرة الى دماغنا على شكل إشارات ، الضوء إذن ينعكس على الأشياء ويحمل صورها آنياً إلينا و في غياب الضوء تنعدم الرؤية لأن الوسيط الذي ينقل الينا لحظياً صور الأشياء غير موجود .

عين الإنسان حساسة فقط لجزء صغير من الطيف الكهرومغناطيسي الكلي الموجود في الطبيعة ويسمى هذا الطيف الصغير بالضوء و يتراوح طول موجته من [400nm الى 760nm] ، وأي طيف خارج هذا المجال ، لا تستطيع عين الإنسان أن تستشعره والسبب في ذلك بيولوجي محض ويتعلق بمكونات العين البشرية .

أطياف تفاعل الخلايا المخروطية البشرية .

هذا الطيف المرئي أو الضوء الذي بفضله نرى الطبيعة هو الوحيد الذي تستطيع عين الإنسان إستشعاره كما أننا نراه على شكل ألوان مختلفة من الأحمر الى البنفسجي ، ولنعرف ما سبب رؤيتنا لهذه الألوان وما منبعها سوف نطرح ثلاثة إحتمالات :

▪الإحتمال الأول : أن هذا الطيف الكهرومغناطيسي المرئي أي الضوء يمتلك الألوان كخاصية جوهرية في ذاته و العين لا تفعل أكثر من أنها تكشف عنه و تراه .

▪الإحتمال الثاني : أن كل شيء يوجد في الطبيعة يمتلك ألواناً كخاصية ذاتية فيه و الضوء لا يفعل أكثر من أنه ينعكس على هذه الأشياء مما يجعل العين تراهم بالألوان .

▪الإحتمال الثالث : أن هذه الألوان لا هي بخاصية ذاتيه يمتلكها الضوء ولا هي بخاصية ذاتية تمتلكها الأشياء في الطبيعة بل هي مجرد وهم ينتج عن إدراكنا للعالم أي أن دماغنا يستعمل هذه الحيل ليجعلنا نفرق بين الأشياء الموجودة في الطبيعة بالرؤية .

الإحتمال الأول و الثاني يفند أحدهما الآخر لأنه إذا كان الضوء يمتلك خاصية الالوان كخاصية ذاتية فإن الطبيعة لا توجد بها ألوان و أن هذا الضوء هو من يعطي لهذه الأشياء اللون عندما ينعكس عليها و إذا كانت الألوان خاصية ذاتية تمتلكها الاشياء في الطبيعة وليست خاصية يمتلكها الضوء فلماذا عندما ننظر الى الضوء مباشرة نستطيع رؤيته ملوناً قبل حتى أن ينعكس عن الأشياء في الطبيعة ، كالضوء الصادر عن الشمس مثلاً او الضوء المنبعث من جهاز الليزر .

لكن في جميع الأحوال المادة والأشعة الكهرومغناطيسية لا يمكن الفصل بينهما لأنهما تقريباً شيئين مرتبطين فيما بينهما في الأصل ، لأن الأشعة الصادرة عن الشمس و النجوم أصلها من المادة ، تفاعلات الإندماج التي تتم بين العناصر الكيميائية كالهيدروجين داخل النجوم هي من تحرر تلك الطاقة على شكل موجات كهرومغناطيسية بترددات مختلفة ومن ضمنها الطيف المرئي الذي يمكن للعين البشرية استشعاره .

ويبقى الإحتمال الثالث هو الأقرب الى الصواب لأنه حتى في غياب الضوء يستطيع الإنسان رؤية الألوان فمثلاً عندما ننام ونبدأ بالحلم فإننا نرى العالم في الأحلام بشكل عادي كما نراه في الواقع بالألوان وحتى أننا يمكن أن نغمض أعيننا في الظلام ونحن في كامل وعينا ونتخيل شجرة خضراء داخل حقل كبير توجد به الكثير من الأغنام أو قلب أحمر أو شعار الرجاء البيضاوي الأخضر الذي يحمل النسر أو شعار الوداد الأحمر الذي يحمل البطة . وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الالوان صناعة أدمغتنا و لا وجود لها في الطبيعة ولا علاقة لها بالضوء المرئي .

بالفعل فالأبحاث في البيولوجيا تؤكد ذلك ، الألوان لا توجد إلا في عقل الإنسان ، فشبكية عين الإنسان تتكون من نوعين من الخلايا الحساسة للضوء :

▪ الخلايا العَصَوية : وهي خلايا توجد على شكل واحد ولا تنشط إلا في الإضاءات الخافتة كالليل ولا تستطيع استشعار الألوان بدقة بل لا تشتغل إلا كمستشعرات لكل الترددات التي توجد في الطيف المرئي من الاحمر الى البنفسجي .

▪الخلايا المخروطية : هذه الخلايا توجد على ثلاثة أشكال ، الشكل الأول يستشعر التردد المتعلق باللون الأحمر ، و الشكل الثاني يستشعر التردد المتعلق باللون الأخضر و الشكل الثالث يستشعر التردد المتعلق باللون الأزرق . 

لكن هذه الخلايا المخروطية يمكنها أن تستشعر باقي الترددات الموجودة في الضوء أي الترددات التي تنتمي الى الطيف المرئي كالأصفر و البرتقالي و البني … ولكن بدراجات مختلفة حيث تشتغل كل أشكال الخلايا المخروطية بدرجات مختلفة حسب الترددات مما يجعل العقل يصور لنا باقي الألوان الأخرى .

هذه الخلايا المخروطية هي المسؤولة عن حاسة البصر و هي المسؤولة عن الرؤية وهي التي تحدد أي الألوان سوف يجعلك دماغك تراهم ، فإدراكنا للألوان في هذا العالم قائم على هذه الخلايا المخروطية ، وفي إنعدام اي تردد من الطيف المرئي يجعلك دماغك ترى اللون الأسود و الذي يدل على أنه لا إشارة تأتي من الخلايا المخروطية .

السؤال الذي يطرح نفسه الآن من يحدد نوع الأشعة التي سوف تعكسها الأشياء الموجودة في الطبيعة حتى تبدوا باللون الذي نراهم به عند إدراكنا لهم ؟

البنية الذرية و الجزيئية للأشياء المادية في الطبيعة هي التي تحدد نوع الأشعة التي سوف يتم انعكاسها و تشتيتها في كل الفضاء المحيط بها وكلما سقطت ترددات منعكسة من هذه الاشياء على عينيك قادرة على تحفيز الخلايا المخروطية فإنك سوف ترى الوان حسب نوعية الترددات التي تم استشعارها .

العملية تتم كالتالي :
تشتيت ضوء على جسم معين و عند تشتيت هذا الضوء تلتقط العين الترددات ، فترسل اشارة الى الدماغ فيترجمها الدماغ الى ألوان معينة .

▪خلاصة
العالم الذي نراه بالألوان هو عالم من صنع عقولنا وناتج عن إدراكنا للطبيعة فقط ، فهناك بعض الحيوانات التي لها أكثر من ثلاثة أشكال من الخلايا المخروطية مما يجعل بعضها قادر على استشعار ترددات لا نستطيع نحن إستشعارها ، كالسمك الأحمر (poisson rouge) مثلا و الذي له اربعة اشكال من الخلايا المخروطية و هذا الشكل الرابع يستطيع استشعار الاشعة فوق البنفسجية ولهذا فنحن لا يمكن ان نعرف اي لون يراه في هذا التردد مما يجعل أن عالمه من الالوان سوف يكون مختلف تماماً على عالم الانسان .

مثلا الانسان ليست لديه خلايا مخروطية خاصة باستشعار تردد اللون الاصفر ولكن اذا سلطت على عينه تردد الاحمر و تردد الاخضر في نفس الوقت سوف يراهم كلون واحد وهو الأصفر واذا سلطت عليه الاحمر و الازرق و الاخضر في نفس الوقت سوف يرى اللون الأبيض واذا لم تستقبل عينه اي تردد فإنه سوف يرى الأسود وهكذا …اما هذا السمك اذا رأى الاحمر و الأشعة الفوق بنفسجية في نفس اللحظة فلا نعلم ماذا يرى وكيف يبدوا عالمه من الألوان لأننا لم يسبق لنا ان رأينا كيف تبدوا الترددات فوق البنفسجية …

الألوان هي ظاهرة بيولوجيا محضة وليست ظاهرة فيزيائية ولا علاقة لها بالفيزياء لأنها تتعلق بنوعية مستشعرات العين وتختلف من كائن الى آخر حسب مكونات عينيه ولهذا فكل كائن يعيش في عالمه من الألوان حسب نوع الخلايا المخروطية التي يمتلكها .

العالم الذي نراه و ندركه ونظن أنه الحقيقة المطلقة التي لا تخطئها حواسنا وعقولنا ليست في الحقيقة إلا وهم ، فنحن لا نرى الطبيعة كما هي في الحقيقة بل نرى فقط الصورة التي يصورها لنا الدماغ عنها ، فنحن كمن ينظر الى ظل الشجرة ويظن أن ذلك هو شكلها الحقيقي ولكن الحقيقة ليست كذلك ، الطبيعة و المادة أشياء حقيقية ولها وجود فعلي مستقل عنا ولكن الصورة التي نراها بها و طريقة إدراكنا لها ليست حقيقية .

▪ملاحظة
لا فرق بين الإنسان الأبيض و الإنسان الأسود لأن الأسود لا يوجد إلا في دماغك !

للمزيد حول الخلايا المخروطية يمكن زيارة المرجع التالي : الرابط

تحرير : شعيب المستعين


مقالات ذات صلة بالموضوع :

choaib el moustaine

Read Previous

لماذا لا نشعر بدوران الأرض حول نفسها ؟

Read Next

ما أهمية إنحفاظ العزم الزاوي وما علاقته بانحفاظ الطاقة الكلية للجسم المتحرك ؟

7 Comments

  • ان علمت شيء غااابت عنك أشياء شكرا لمجهوداتكم و عاش شعيب مول الكصيصة 😁

  • إذا كان إحتمال الثالت هو الصحيح فنقول إنه خطأ
    لماذا هو خطأ !؟
    الجواب هو إذا كن نحلم باللون أو نغمض عيننا و نتخيل الوداد باللون الأحمر و البطة فهذا يفسر شيئ واحد هو أن العقل إستطلع لك الماضي المخزن الذي رأيته من قبل ليس إلا .،
    و الدليل هو أننا لم نسمع بأحد رأى في حلمه و غمض عينه و تخيل لون غير الألوان المعروفة في الطبيعة و ذات يوم رأى ذالك اللون الذي تخيله و قال هذا لون رأيته من قبل في حلم أو في غمضة عين و هذا لم يحصل بالنسبة للألوان ، و خلاصة أن هذه الفكرة خاطئة لابد أن يكون شيئ متصل بالعين و الطبيعة و الضوء

  • السلام عليكم، شكرا على هذا المقال العلمي المفيد والمثير للتساؤلات. وبدوري أتساءل: اذا كان الايمان يقوم على الحقائق اليقينية حول العالم الذي نعيش فيه، فهل ايماننا الذي كوناه عن الله من خلال مخلوقاته التي نراها ونبصرها من خلال ثنائية التردد الطيفي والتحسس الدماغية هو مجرد وهم وبالتالي يكون خاطئا بالنتيجة؟
    مجرد سؤال بناء على ما ورد في مقالكم.

  • السلام عليكم كم انا اول مرة ازور موقعكم واتمنى لكم التوفيق في نشر المقالات والرؤى ذات البعد الذي نتلمس فيه العلمية والعقلانية … قراءت فيما سبق أن الحيوانات ترى الالوان مختلفة تماما عما يراها الإنسان ولم تتوسع حقيقتها هل تختلف الطيور في رؤيتها للأشياء عن الأسماك والحيتان والتماسيح وكذا الاسود والنمور وسواها ترى الوان تتحلل لها والوان تتبغض لها وبالجملة فأنا وقفت على كلمة اعجبتني دائما أرددها تارتا أننا نعيش عالم المتناقضات والتضاد متجسد في مانراه هو غير ما نعتقد أو ماينطبع في الأذهان وكذا هو الحال في دعاة السلام والمحبة والعدل والإنسانية والتسامح حينما تدخلهم في مختبر الكشف والاختبار تتبدد كل القيم التي سطروهاتراث مبانى على الضنون والعنعنات قيم أخلاقية الزمونا بها ثم تبين أن الأخلاق نسبية في ذاتها فضلا عن أن الدعاوى فيها غير تامة الأركان من حيث الدلالة اللفظية أو الحكومية وكذا الافتقار إلى فهم زيد أو عمر ليس حجة في نفسه على أية حال انا ابحث عن مخرج من صندوق صمم لنا للتفكير إلى عالم أرحب للتفكير وشكرا لكم

  • مقال أكثر من رائع

  • هذا الكلام غريب .. نتفق مثلا ان البنية الذرية والجزيئية لمجموعة من العنب مرتصة بجانب بعضها لنفس العنقود هي بنية واحدة بينما يميز الشخص أن واحدة من تلك العنب لها لون اخضر وكل المحيطات بها باللون الاحمر .. ثم إن تحديد نوعية الأشعة المنعكسة بالبنية الذرية والجزيئية للأشياء تبدو غير منطقية اطلاقا فالضوء ينعكس عبر سطحها .. . وكيف يعيش كل واحد منا في عالمه الخاص بالالوان بينما نتفق معظمنا حول ما نراه من ألوان فنرى الشخص داكن البشرة جميعنا بذلك اللون لأن تركيب الأعين بمقاييس محددة الا في اختلاف طفيف .. ألست تقول إن البنية هي التي تحدد نوع الأشعة … إن للطيور ريشا يغطي أجسامها وبعضها تحمل نفس نوع الريش في حجمه و طبيعته اي ان له نفس البنية الذرية والجزيئية ومع هذا ثمة ألوان وأشكال محددة بخطوط وأشكال معينة فهل حرص الخالق على تغيير نمو الريش الذي له نفس الحجم والملمس ببنيات جزيئية مختلفة لتحديد اشكال بديعة كي نراها في أعيننا نحن ألوانا .. أليس من المنطقي ومن الاسهل أن يخلقها ملونة ويخلق لنا أعين نراها بها كما هي … هناك شيء ناقص لم يتضح لكم بعد لتكتمل الصورة الحقيقية .. أننا نلمس الأشياء فتشعر بها على حقيقتها والذي منحنا القدرة على إدراكها باللمس هو الخالق .. وهو نفسه الذي منحنا قدرة محددة لسماع الاصوات عند درجة معينة واعطى لكائنات أخرى سمع أدق وهذا لا ينفي المستوى الذي نسمع به ونحتاجه للنجاة والحياة وهو حقيقة .. وما نشمه وما ناذوقه من الحار والحلو كلها حقائق .. فلماذا سيكون هناك خداع في الأبصار .. صدقني ليست تلك الصفة من صنع الخالق فالذي خلق ثمار متعددة الأشكال ومتعددة المذاق لن يعطيها لونا .. هناك حلقة مفقودة ستكتشفونها فيما بعد ..

  • ربما لن ينشر تعليقي ولكن لا يهم أبدا .. إنني فقط أود أن يصلك ما اريد قوله بصدق .. يا اخي إن العلوم شيء عظيم ولكن بعض ما يكتشفه الإنسان يخضع احيانا للتعديل بعد المزيد من التعمق والمعرفة فنحن لا نعرف سوى القليل وما توصل إليه الإنسان من العلم مهما ظن أنه كثير فهو شيء يسير .. لا أظن أن من أطلق اهذه النظرية كان يعقل ما يقول فالعقل والإدراك مهم إلى جانب العلم فهو ينزع عن الكون كل الالوان وهذه فكرة مخيفة فعلا وانت تقول في مقالك لا يوجد حتى انسان اسود فلا وجود للاسود .. فماذا يعني ذلك وكل تلك الموجودات حولنا هي شفافة ام بلون ابيض فقط وماذا يعني لا لون .. فهل يعقل أن الذي خلق السموات والأرض لم يجعل لشيء فيها لون وجعل صبغات في أعيننا فقط .. وهل يظن عاقل أن الخالق الذي يحرم الكذب ولو مزاحا سيجعلنا نرى شيء اسود وتصدق أنه اسود وذاك اخضر وان تلك في الواقع ليست الحقيقة ..أن صفة من خلق الكون الصادق الامين .. ومثلما نحن نسمع لدرجة محددة بينما كائنات أخرى تسمع أكثر دقة فهذا لا ينفي حقيقة ما نسمعه وكذلك عندما نرى نحن البشر قدر معين من أطياف الضوء فثمة كائنات أخرى يمكنها أن ترى بقدر أوسع كأن ترى مخلوقات بأبعاد أخرى وخلقت من مواد أخرى .. وان ما تراه الحشرات أو الحيوانات أو الطيور ويختلف بطريقته عما نراه ليس خداع أيضا فهي ترى ما تحتاجه بالطريقة التي سخرها الله لها .. وعندما يقول الله في كتابه (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها و غرابيب سود )
    .. تحدث الله عن ألوان الأشياء وهو الخالق وهو أعلم بخلقه وانتم تنزعون عن العالم الالوان .. و بأي منطق يمكن تقبل أن الذي أبدع كل هذا الكون وما فيه من الخلق بقدرة وعلم عظيم فلم يعطه لونا .. حرص الذي خلق جهاز الأبصار أن يجعله يعطينا نتيجة ممتازة عن انعكاس الصورة وتحديد المسافة والمكان للصورة و يهتم الدماغ بتحديد الزمان و تدخل المعلومات في الذاكرة البصرية بٱلية ادخال دقيقة وٱلية استرجاع وكل ذلك حقيقي ومعقد ودقيق ويعطي معلومات صحيحة ناهيك عن بقية الأجهزة التي فينا وفي غيرنا في المخلوقات ولكنه رغم كل تلك القدرة والدقة والسخاء في التجهيزات فينا نحن المخلوقات الضعيفة إلا أنه لم يعطي لشيء لونا بل احتاج ليجعل في أعيننا صبغات تقوم هي بالتلوين بيولوجيا .. فلماذا سيفعل ذلك وهو الذي يصف نفسه ببديع السموات والأرض ..ويكرر دائما أن خلق السموات والأرض أعظم من خلق الناس ..

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!