#النبؤة_العلمية.
مايكل فاراداي واحد من الذين لم تسمح لهم الظروف بأن يكملوا دراستهم بحكم وضعه الاجتماعي ومعاناته مع الفقر، لكنه كان شخص مفتون بالعلم وخاصة الفيزياء لدرجة أنه يلتهم أي كتاب فيزياء يسقط بين يديه، كان شخص غير مُلم بالرياضيات التي هي أساس الفيزياء، لكن لم يكن ذلك ليمنعه من مواصلة شغفه في البحث في ألغاز الطبيعة، من أكثر الأشياء التي اهتم فاراداي بدراستها هي علاقة الكهرباء بالمغناطيسية. كان أول من بيَّن بالتجربة العلاقة الوطيدة التي تربط الكهرباء بالمغناطيس، في حين كان المجتمع العلمي لا يزال يرفض فكرة أن الكهرباء والمغناطيسية تعودان لنفس الظاهرة، كما أن فارداي إستطاع فيما بعد أن يضع تخميناً على ماهية الضوء حيث إفترض بأن الضوء القادم من الشمس عبارة فقط عن ترابط بطريقة ما غير مفهومة بين الكهرباء و المغناطيسية، إنه نوع من الكهرومغناطيسية الخفية.
طبعاً كان هذا الطرح غريب جداً داخل الوسط العلمي حينها ولم يكن المجتمع العلمي ليصدق كلامه هذا بدون أدلة مقنعة، لكن من يدري و على أي أساس نرفض الفكرة العلمية لمجرد أننا لم نستطع إستيعابها وفهمها، وهل يُعقل أن يتم رفض كلام صادر عن شخص أمضى أغلب حياته في اجراء العديد من التجارب على الكهرباء والمغناطيسية!
نعم هذه هي طبيعة العلم وهكذا يشتغل، طبيعة العلم تفرض على المدعي أن يثبت إدعائه وإلا فإنه باطل لا يمكن قبوله إلى أن يثبت العكس، فمهما كانت مكانتك العلمية فأي كلام بدون دليل قوي قابل للفهم والتجريب فهو كلام غير علمي، لكن فيما بعد سوف يتبنى العالم الكبير ماكسويل هذه الفكرة ويبين بالمعادلات الرياضية أن مايكل فاراداي كان على حق حتى أنه بحث عنه يوم توصل إلى هذا الإكتشاف ليخبره بأنه كان محقاً بشأن كهرومغناطيسية الضوء.
إعداد : شعيب المستعين