لطالما اعتقدنا أن تركيبتنا الوراثية ثابتة و تظل كذلك كما اكتسبناها من أجدادنا ( إلا في حالة حدوث طفرة)، لكن بينت آخر الأبحاث أن جيناتنا تتغير بالفعل! و ذلك تبعا لعاداتنا اليومية! فكيف ذلك ؟
يحتوي ال(DNA) أو الحمض النووي الصبغي على جميع المعلومات الوراثية التي تسمح بعمل وتكاثر وتطور الكائنات الحية، و يتم انتقاله عبر الأجيال. لكن عكس ما كنا نعتقد فيما سبق فقد تم اكتشاف أن تركيبتنا الوراثيا ليست ثابتة بل تتغير عبر الزمن.
وصف عالم الأحياء الفرنسي جويل دي رونساي هذا الاكتشاف بالعظيم، فهو يقارن الجينات بالنوطات الموسيقية حيث أن التركيبة الوراثية هي السمفونية التي سنتمكن من لعبها بفضل هذه النوطات. و للقيام بذلك يمكن إدارة 5 عناصر يومية في الحياة و هي: التغذية، التمارين البدنية، إدارة الإجهاد، حب الشيء الذي تعمله ثم الروابط الإجتماعية و العائلية. هذه العناصر تؤدي يوميا إلى إفراز العديد من المواد في جسمنا تساهم في تعديل جيناتنا.
ففي دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم حول تأثير السمنة المفرطة أثناء الحمل على برمجة الجنين و صحته، تم مقارنة الأطفال الذين ولدوا قبل و بعد إجراء جراحة إنقاص الوزن ل20 من الأمهات، حيث تم تحليل الجينات للأخوة من نفس الأم (من سنتين إلى 25 سنة)، تم إيجاد 5698 جينا مختلفا بين الأشقاء، معظم هذه الجينات مهمة لصحة القلب و الأوعية الدموية و الأيض، فتحاليل المواليد الذين ولدوا بعد إجراء جراحة إنقاص الوزن للأمهات بينت على أنهم أفضل صحة و يتمتعون بضغط دموي أفضل إضافة إلى وزن صحي.
من كل هذا نتعلم أن كل سلوكاتنا و طريقة عيشنا بل و حتى ابتسامتنا.. يمكن أن تحدث فرقا في حياتنا.
تحرير : رشيد هروس
المصادر :
One Comment
جميل جدا 😊